من أجود برامج الكوميديا السياسية العربية هناك جو شو وبرنامج عبد الله شريف. وقد عرف البرنامجان منذ سنوات بجدية وجرأة وقدرة إبداعية جعلتهما يحصدان نسب مشاهدة مرتفعة جدا.
الملاحظ في هذا الموسم أن جو شو أصبح قليل التطرق لكل ما يرتبط بالسيسي رغم أن هناك مناسبات وخرجات إعلامية للسيسي تستدعي ذلك بل وتستوجبه عكس عبد الله شريف الذي ظل وفيا لخطه الكوميدي بدون خطوط حمراء. وأتمنى أن ينتبه مشاهدو البرنامجين لهذا التحول ويؤكدوه أو ينفوه. هذا أولا.
الملاحظة الثانية هي المدة الزمنية. يتضح أن البرنامج كلما طال زمن حلقته كلما صعب الحفاظ على نفس درجة الجودة.
الملاحظة الثالثة هي أنه كلما ارتفعت كلفة الإنتاج ساهم هذا في إثقال كاهل البرنامج بما يجعله أسير حسابات المنتج..وفي هذا الأمر بالضبط يحسب لعبد الله شريف أنه يقدم منتوجا جيدا بأقل كلفة وبإيقاع جيد ومشوق وبعيد عن الرتابة.
استمرار جو شو بهذا الخط سيقوده نحو التراجع حتما لأن الاقتصار على الانتقاد الساخر لبيادق السيسي غير مجدي.
ملحوظة: الكوميديا السياسية صارت وسيلة تعبئة وتأطير وتأثير تفوق المحاضرات وما شابهها.