رئيسة وزراء الكيان الصهيوني جولدا مائير والتي تولّت الحكم قبل أكثر من خمسين عاما ، قالت في مذكّراتها ؛( سيتفاجأ العرب ذات يوم أننا أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم ) ، ولا يسعني غير القول .. صدقت ياجولدا ، وأتمنى لو كنت على قيد الحياة وتشاهدين بأمّ عينيك بعض هؤلاء ، وسوف تفرحين أكثر حين تكتشفين بأنّ بعض هؤلاء الحكّام صهاينة أكثر منكم ياسيّدة جولدا .
أجزم بأنّك اليوم مرتاحة تماما في قبرك ، فقد تحقق الهدف ، وتمكنتم من إيصال من ترعرعوا في كنفكم ، وهاهم يقومون بأدوارهم على أكمل وجه ، وكما رسمتموها لهم ، وبصراحة سيّدة جولدا ، أحلى من هيك حكّام ما في أبدا ، ونريد المزيد منهم ، فهاهم يقدّمون التضحيات الكبيرة خدمة لأهدافكم ، وأعتقد بأنّ القادم سيكون أحلى !
من نجحتم في تربيتهم من الحكّام يشاهدون ما يجري اليوم في غزّة من فظاعات وجرائم دون أن يرفّ لهم جفن ، يستمتعون برؤية الدمّ الفلسطيني والأشلاء ، ولكن أرجو أن تسامحينهم ياسيّدة جولدا ، فهم مضطرون لإصدار بيانات تنديد واستنكار بين الحين والآخر لما يقوم به كيانكم ، وأنا على ثقة تامّة بأنّ حكومة بلادك الحالية تدرك ذلك تماما ، وتسمح به ، لأنها تحظى بدعمهم وتواطئهم ، لقد فقدوا كل إحساس وشعور بما يجري اليوم في غزّة .
فالتواطؤ وصل إلى أبعد من ذلك ياحجّة جولدا ، ومن المؤكّد أن أخبار انبطاحهم وتطبيعهم قد وصل إليك في قبرك ، يالها من أخبار تسعد قلبك ، أضف إلى ذلك أنّهم يمارسون حصارا لا مثيل له على مواطني غزّة ، ألا تعلمي ياسيّدة جولدا بأنّ هؤلاء الحكام ليس بمقدورهم إرسال قارورة مياه إلى داخل القطاع ؟ كل ما استطاعوا إدخاله آلاف الأكفان وبعض المعلبّات التي شارفت صلاحيتها على الإنتهاء .
سيّدة جولدا .. أنظمة عربية عديدة اليوم تنتظر الإجهاز على المقاومة في غزّة ، لأنّ انتصار المقاومة كما قال حفيدك نتنياهو يعني ببساطة أنّ الدّور قادم على هذه الأنظمة ، التي ترتعد خوفا وفزعا ورعبا ، ولذلك وحسب تربيتكم لهم يضغطون على نتنياهو من أجل الإسراع في إنهاء المقاومة الفلسطينية ، التي تشكّل حجر عثرة في طريق المزيد من الإنبطاح والتطبيع .
مشكلة هؤلاء الحكام باتت تتمثّل في شيء صغير جدا ، وهو إصبع ( أبو عبيدة ) ، هذا الإصبع بات مطلبا لكلّ حكام الإنبطاح والتطبيع ، لأنّ القضاء على هذا الإصبع يعني إنتهاء المقاومة ، وهذا لن يكون أبدا ، وأنت تدركين معنى المقاومة وبسالتها .
معلش سيّدة جولدا .. قد أكون قد تسببت في إزعاجك ، ولكن عليك أن تنامي قريرة العين ، فحكّام الردّة يقومون بكلّ ما هو مطلوب منهم وبدقّة متناهية وبإخلاص كبير ، فعدوّكم واحد ، يجب القضاء عليه ، وهو المقاومة الفلسطينية ، ولكن .. سيخيب ظنّكم جميعا بعون الله ، ففلسطين باتت أقرب من أيّ وقت مضى ، ودماء الشهداء ستضيء درب العودة إلى حيفا وعكّا والناصرة وعسقلان .
كاتب فلسطيني
جولدا مائير (بالعبرية: גולדה מאיר) (3 مايو 1898 – 8 ديسمبر 1978م). رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية بين 17 مارس 1969 حتى 1974. وهي المرأة الوحيدة التي تولّت هذا المنصب.
وُلدت جولدا مابوفيتز في مدينة كييف بأوكرانيا وهاجرت مع عائلتها إلى مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1906. تخرجت من كلّية المعلمين وقامت بالعمل في سلك التدريس وانضمّت إلى منظمة العمل الصهيونية في عام 1915م. ومن ثمّة، قامت بالهجرة مرّة أُخرى ولكن هذه المرّة إلى فلسطين وبصحبة زوجها موريس مايرسون في عام 1921. ولمّا مات زوجها في عام 1951، قررت جولدا تبني اسم عبري فترجمت اسم زوجها إلى العبرية (بالفعل يعني اسم مايرسون «ابن مائير» باللغة اليديشية وقررت جولدا مائير اختصاره).
انتقلت جولدا إلى مستوطنة تل أبيب في عام 1924. وعملت في مختلف المهن بين اتّحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية قبل أن تُنْتَخَب في الكنيست الإسرائيلي في عام 1949م. عملت جولدا كوزيرة للعمل في الفترة 1949 إلى 1956م وكوزيرة للخارجية في الفترة 1956 إلى 1966 في أكثر من تشكيل حكومي.
وبعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول في فبراير 1969، تقلّدت جولدا منصب رئيس الوزراء وقد تعرّضت حكومة التآلف التي ترأّستها للنّزاعات الداخلية وأثارت الجدل والتساؤلات في مقدرة حكومتها على القيادة خاصّة بعد الهجوم العربي المباغت وغير المُتوقّع في حرب أكتوبر، والذي أخذ الإسرائيليين على حين غرّة في 6 أكتوبر 1973. تعرّضت جولدا مائير لضغوط داخلية نتيجة الأحداث التي سلفت فأقدمت على تقديم استقالتها وعقبها في رئاسة الوزراء إسحاق رابين. توفيت جولدا مائير في 8 ديسمبر 1978 ودُفنت في مدينة القدس.