تاخذ انثى النسر عود من غصن شجرة وتطير به عاليا وتظل تحلق هناك على علو مرتفع. وعندما يتجمع حولها بعض النسور الذكور ترمي الانثى بالعود فيتسارع النسور في محاولة للامساك به قبل ان يسقط على الارض ويعود به اليها احدهم وبكل رقة يسلمه لها فتاخذه بمنقارها من منقاره … ولكنها ما ان تاخذه حتى ترمي بالعود الى الاسفل من جديد ، ومن جديد يعود احد النسور بالعود اليها … وهكذا تكرر الانثى الرمي المرة تلو الاخرى ولمرات عديدة والذكر الذي لا يمل من ان ياتي بالعود اليها ستختاره زوجا لها … لماذا هي تفعل ذلك؟ هذا ما ستعرفونه لاحقا.
بعد ذلك يطير الزوجان الى مكان مرتفع بحثا عن بقعة في اعالي الصخور لبناء عشا لهم بعيدا عن الحيوانات المفترسة … في العادة يتم بناء العش من اغصان خشنة قوية ولكن وقبل ان توضع الانثى بيوضها فية يبدأ الزوجان بنتف انعم الريشات والزغب من جسديهما وتغطية العش بالكامل بها كي يكون العش ناعما دافئا للصغار عندما يفقس البيض. بعد التفقيس يحمي الاهل صغارهما من المطر او الشمس بجسديهما وجناحيهما وطبعا لا يتوقفان عن جلب الطعام للصغار حتى يكبروا.
عندما يكتمل نمو ريش وذيل الصغار يقرر الاهل ان الوقت قد حان ! فيجلس النسر الاب على حافة العش ويبدأ بهز العش بجناحيه هزا متواصلا حتى يتخلص من كل الريش والزغب الذي غطيا به العش لتظل فقط تلك الاغصان الخشنة القوية … طبعا يتململ الصغار في مكانهم غير المريح هذا … الام من ناحيتها تذهب لتصطاد شيئا ولكنها في هذه المرة لا تاتي بالاكل الى العش كما كانت تفعل دائما بل تجلس على مرأى من الصغار ولمسافة لاتقل عن الخمسة امتار وتبدأ بالاكل لوحدها وببطيء شديد مثيرة بذلك شهية الصغار الجائعة ! وهنا يبدا الصغار بأولى محاولاتهم في الخروج من العش ومحاولة الطيران …
غير ان العش عالي جدا فيهوى الصغير وهو الذي لا يعرف الطيران بعد في الهاوية السحيقة ، وهنا يأتي دور الاب الذي يسارع الى التقاط الصغير (تماما كما كان يفعل مع العود) واجلاسه على ظهره والتحليق به الى الاعلى ووضعه من جديد في العش الخشن غير المريح للصغير الجائع ، فيكرر الصغير المحاولة ويكرر النسر الاب انقاذه ، وهكذا يتعلم صغار النسور الطيران ! … واذا علمنا ان انثى النسر لا تضع اكثر من بيضتين الى اربع او خمس بيضات بالسنة سنعلم حتما لماذا هي تختار ابا متفانيا لصغارها !.
منقول………
اللهم احفظ بيوتنا وحياتنا وارزقنا خير الدنيا والآخرة