“العلاقة بين الزوجين.. أسس ومقومات” الحب في الله
تابع الأستاذ محمد بارشي، المتخصص في الشؤون الأسرية، طرحه لمجموعة من الأسس والمقومات التي من شأنها أن تبني علاقة زوجية ناجحة، وتكلم في الحلقة التي بين أيدينا، من برنامجه “العلاقة بين الزوجين.. أسس ومقومات” الذي بثته قناة الشاهد الإلكترونية، عن الحب بين الزوجين.
وأوضح بداية أن “الحب في الله من أوثق عرى الإيمان” وأن “المتحابان في الله؛ المجتمعان عليه والمفترقان عليه، من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” تأسيسا على أحاديث نبوية شريفة. غير أن “السؤال الذي ينبغي أن نطرحه جميعا هو: هل الحب العاطفي بين الزوجين يتعارض مع هذا المطلب الإيماني العظيم؟”.
وأجاب الأستاذ بارشي، لافتا إلى باب عظيم من أبواب نجاح العلاقة الزوجية، أنه بين المؤمنين لا يتعارض، بل يفتل فيه ويؤسّس له. ووجه الزوجين المؤمنين إلى الاجتهاد ليتحقق فيما بينهما الحب العاطفي، وليرقى هذا الحب ويزداد ويتطور ويتقوى حتى يصير حبا في الله، وتحابّا في الله.
واستقراء للسنة النبوية أوضح عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان أن سيدنا رسول الله صلى عليه وسلم أحب زوجه الطاهرة سيدتنا عائشة رضي الله عنها وأحبّته، “والغريب أن كل الصحابة ونحن معهم، يعلم بهذا الحب، ويعرفه. فما العيب إذاً فيك أخي أو فيك أختي إن علم الأقارب أنك تحبّ زوجك أو أنك تحبين زوجك”. ثم وضع يده على مكمن الداء فقال “لكنها الأعراف والتقاليد تحجب عنا الكثير من الخير”.
وإرشادا لطريق السنة وإظهارا للعيب الذي يعتري بعض الأعراف التي تكبل المسلمين وتحبس عنهم الخير، ذكر الأستاذ بارشي أنه “في السنة أن المؤمن إذا أحبّ أخاً له ينبغي أن يعلمه بذلك “يا فلان إني أحبك في الله.. أحبك الله الذي أحببتنا فيه”، لكن أن يقولها الزوج لزوجه، ففي بعض الأعراف والتقاليد لا”. لذلك فقد حث المتكلم أن “نترك هذا الأمر لأن قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا أن نتّبع سنته، وسنته ما كان فعلاً منه، والحب هذا فعلٌ منه، أحبّ زوجته صلى الله عليه وسلم وأعلمها بذلك. وكان أشدّ حباً لسيدتنا وأمنا خديجة رضي الله عنها”.
وهذا الإخبار بالحب، يسترسل الخبير بالشؤون الأسرية، “سنةٌ لقوله صلى الله عليه وسلم، إذا أحب المؤمن أخا له يخبره ويعلمه، وهو سنةٌ بإقراره عليه الصلاة والسلام”.
ودل الأستاذ بارشي على بعض الوسائل المعينة على تنمية الحب بين الزوجين، منها ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “تَهَادُوا تَحَابُّوا“، فمع أن “الحب أمر قلبي، عطاء من الله عز وجلّ، لكن هذا العطاء جعل الله له أسباباً، من أسبابه التهادي، والدعاء والإلحاح فيه من غير ملل. ومن أسبابه صفاء القلب، القلب الذي فيه الأكدار والحقد والكراهية لا يعرف الحب”.
ومن مزايا الحب، يسترسل الأستاذ بارشي موضحا؛ أنه “طهر، والكراهية ظُلمة، لا يجتمع الطهر مع الظلمة في إناء واحد، إذا أردت أن تكون محباً محبوباً، اسع أخي واسعي أختي لكي يكون القلب صافياً، فالقلب الصافي موطن الحب، نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا به. ومن الأسباب أيضاً الكلمة الطيبة والثناء الحسن، الذي يفعل في صاحبه ما يفعل بإذن الله، نتعلم هذا ونتدرب عليه”.