عشر ملاحظات بخصوص الزيادة في الأسعار وجشع الحكام وصمت المبتلين
ذ. عبد الصمد فتحي
عشر ملاحظات بخصوص الزيادة في الأسعار وجشع الحكام وصمت المبتلين:
1نتفق جميعا أن غلاء الأسعار، في جانب منه، تؤثر فيه أسباب موضوعية خارجية من أهمها وباء كورونا والحرب الأوكرانية وتداعياتها.
2انعكاسات غلاء الأسعار عالميا على الدول تتباين من دولة إلى أخرى حسب سياساتها وقوتها الاقتصادية والتدابير الآنية المتخذة من طرف الحكومات لمواجهة موجات الغلاء.
3ليس قدرا لازما أن تكتوي الشعوب بلظى ارتفاع الأسعار، بل مسؤولية الدولة حماية القدرة الشرائية للمواطنين.
4عندما تكون شفافية ونزاهة في الحاكمين تتفهم الشعوب الظروف القاسية وأحيانا تتحمل تبعاتها من أجل المصلحة العامة.
5لكن عندما تكون سياسات الحاكمين يسودها الغموض والفساد والاستفراد، فالأصل هو الشك وسوء الظن بالحاكمين المفترسين الذين يجمعون بين السلطة والثروة. ومن الظلم تحمل الشعب تبعات سوء تدبير الحاكمين وتبديرهم ونهبهم.
6عندما تتناقض مصالح الحاكم مع مصالح الشعب فالحاكم ينتصر لمصالحه على حساب مصالح الشعب، والأصل ألا يكون الحاكم الخصم والحكم.
7أخنوش امبراطور المحروقات ورئيس الحكومة، والشعب يكتوي بنار سياساته وشجعه في المحروقات وغيرها، وهو يُراكم الأرباح على حساب جيوب الشعب. وهو مجرد نموذج وواجهة لعشرات من أمثاله سواء علت مسؤولياتهم أو انخفضت، ممن يتسابقون ويتشبتون بالحكم من أجل تكريس سياسات تزيدهم غنى ولو على حساب ازدياد الشعب فقرا.
8ما لم يكن تدافع بين المستكبرين المستبدين الفاسدين وبين المستضعفين المحرومين من الشعب فلن يتوقف الفاسدون عن جشعهم وافتراسهم. فالحقوق تؤخذ ولا تعطى.
9إنه تدافع وصراع بين إرادتين؛ إرادة تريد أن تشبع نهمها وجشعها مهما كان الثمن، وتوظف السلطة لخدمة الثروة. وإرادة تريد أن تدافع عن مصالحها وحقوقها مهما كان الثمن من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. صراع بين إرادة توظف الإغراء والتهديد لتكميم الأفواه وترويض الشعب، وإرادة ينبغي أن تتسلح بالاقتحام والصمود مهما كان الوعد والوعيد لتصدع بالحق وتحرر الشعب.
10قد يصمت الشعب إلى حين خوفا أو طمعا رغم الضربات، لكنه حتما لن يخرس إلى الأبد. قد يخون الشعبَ جزء من النخبة خوفا أو طمعا لكن لن يبقى الشعب رهينا للنخب الخائنة، فقد يأتي وقت تتجاوز سرعةُ حركةِ الشعبِ حركتَها بل قد تعصف بها.